بسم الله الرحمن الرحيم
يأجوج ومأجوج، بحسب القرآن اسمان لشعبين آسيويين يعتقد بحسب التقليد الإسلامي بانهما كانا يستوطنان وسط وشمال آسيا (سيبريا) وما حولها. وقد جاء في مختصر تفسير الطبري أن يأجوج ومأجوج قبيلتان من ذرية يافث بن نوح عليه السلام[1]. وتبدو كلمة مغول قريبة لفظيا من الصيغة القرآنية مأجوج ،التي يمكن أن تكون متعلّقة بالماء (موج) حيث ذكروا في قصة ذي القرنين الذي بنى ردما دونهم وبلغ الشرق الأقصى وعين ذي القرنين الحمئة في الغرب الأقصى.
وبالقاموس (مُجاجُ المُزْنِ: المَطَرُ) لعله نسبة لسكنهم الشمال والشرق عند الثلوج والجليد بسيبيريه ومنشوريه وشمال غرب الصين.
قال الباحث أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن آل الشيخ: "لقد ذُكِرَ شعب يأجوج ومأجوج في القرآن المجيد وفي بعض الأحاديث الصحيحة والضعيفة وكذلك فيما يسمى بالكتاب المقدس وخاصة في سِفر التكوين وسِفر حزقيال وسِفر الوحي (رؤيا يوحنا)". إنتهى كلام الباحث. وبقية من كلامه مكتوبة في فقرة [ تفسير الآيات ومكان بقايا الردم]
جاء ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن في كل من سورة الكهف وسورة الأنبياء فقط:
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ
مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً (98)". - سورة الكهف "حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ". - الأنبياء:96 تكلم القرآن عن ذي القرنين وجعله قدوة ومثلا رائعا للملك المحسن وعن تمكينة في الأرض ورحلاته الثلاث:
.رحلته الأولى حتى بلغ مغرب الشمس وعين ذي القرنين الحمئة.
•ثم رحلته الثانية حتى بلغ مطلع الشمس (القطب الشمالي وشمال شرقي سيبرياأو شرق آسيا).
•ثم رحلته الثالثة حتى بلغ بين السدين.
تفسير ابن عاشور
قال الباحث أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن آل الشيخ في مقال منشور على الإنترنت تحت عنوان [ قراءة في نظرية ابن عاشور أن (يأجوج ومأجوج هم المغول والتتر) ] ما يلي:
(ذهب المفسر محمد الطاهر بن عاشور المعروف اختصاراً بـ ابن عاشور إلى القول بأن يأجوج ومأجوج هم المغول والتتار. وأنهم قد خرجوا بالفعل حين غزى المغول بغداد والعرب في القرن السابع الهجري بالعصر العباسي.
ولعل في ذلك إشارة ضمنية لحديث "ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه" وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها : قالت زينب بنت جحش : فقلت : يا رسول الله، أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال (نعم، إذا كثر الخبث). فإذا كان قد فتح منه ما يقارب البوصة في وقت الصحابة فلا غرابة أن يكون قد فتح منه بعد ذلك بستة قرون ما يكفي لمرور الإنسان وبالتالي لا غرابة أن يكونوا هم التتار. خاصة وأن أغلب من تضرر من ذلك الغزو هم جنس العرب بالذات وقد خصهم الحديث بقوله "ويل للعرب".
وفي كلام ابن عاشور أيضاً إشارة ضمنية إلى أن السد قد تم فتحه في القرن السابع الهجري مع بقاء آثار أو أجزاء كبيرة منه ستندك مع اندكاك الجبال يوم القيامة ومنها جبال هضبة التبت. "قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا. وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا". ويبعث الناس ويأتي شعب يأجوج ومأجوج الذين فتح لهم بزوال تلك الجبال العظيمة فيختلطون مع بقية شعوب العالم في المحشر ويموج بعضهم يومئذ في بعض والله أعلم.
وهذا لا يمنع إذا شاء الله من القول بأن لهم قدوماً آخر في وقت عيسى بين قدومهم في القرن السابع الذي قد حصل بالفعل حسب كلام ابن عاشور وبين قدومهم يوم القيامة والله أعلم.
ولعل في الآية التالية إشارة إلى أن فتح يأجوج ومأجوج سيكون قبل يوم القيامة وهذا يعني أن اندكاكه غير فتحه حيث قال الله "حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون. واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين". ولعل ما حصل في القرن السابع الهجري حين أتى المغول للعراق والشام وهم من كل حدب ينسلون يدل على أن يأجوج ومأجوج قد فتحت وأن هذا من علامات اقتراب الساعة حسب الآية كما أن بعثة النبي وانشقاق القمر من علامات اقتراب الساعة "إقتربت الساعة وانشق القمر". وفي البخاري "لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ". والله أعلم.)
دخل النبي – صلى الله عليه وسلم – على زوجته زينب بنت جحش - رضي الله عنها – فزعاً وهو يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من سدِّ "يأجوج ومأجوج" مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث - رواه البخاري.
• (إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا فيعودون إليه كأشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله عز وجل أن يبعثهم إلى الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله ويستثني فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض لتسمن شكرا من لحومهم ودمائهم)
يأجوج ومأجوج، بحسب القرآن اسمان لشعبين آسيويين يعتقد بحسب التقليد الإسلامي بانهما كانا يستوطنان وسط وشمال آسيا (سيبريا) وما حولها. وقد جاء في مختصر تفسير الطبري أن يأجوج ومأجوج قبيلتان من ذرية يافث بن نوح عليه السلام[1]. وتبدو كلمة مغول قريبة لفظيا من الصيغة القرآنية مأجوج ،التي يمكن أن تكون متعلّقة بالماء (موج) حيث ذكروا في قصة ذي القرنين الذي بنى ردما دونهم وبلغ الشرق الأقصى وعين ذي القرنين الحمئة في الغرب الأقصى.
وبالقاموس (مُجاجُ المُزْنِ: المَطَرُ) لعله نسبة لسكنهم الشمال والشرق عند الثلوج والجليد بسيبيريه ومنشوريه وشمال غرب الصين.
قال الباحث أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن آل الشيخ: "لقد ذُكِرَ شعب يأجوج ومأجوج في القرآن المجيد وفي بعض الأحاديث الصحيحة والضعيفة وكذلك فيما يسمى بالكتاب المقدس وخاصة في سِفر التكوين وسِفر حزقيال وسِفر الوحي (رؤيا يوحنا)". إنتهى كلام الباحث. وبقية من كلامه مكتوبة في فقرة [ تفسير الآيات ومكان بقايا الردم]
جاء ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن في كل من سورة الكهف وسورة الأنبياء فقط:
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ
مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً (98)". - سورة الكهف "حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ". - الأنبياء:96 تكلم القرآن عن ذي القرنين وجعله قدوة ومثلا رائعا للملك المحسن وعن تمكينة في الأرض ورحلاته الثلاث:
.رحلته الأولى حتى بلغ مغرب الشمس وعين ذي القرنين الحمئة.
•ثم رحلته الثانية حتى بلغ مطلع الشمس (القطب الشمالي وشمال شرقي سيبرياأو شرق آسيا).
•ثم رحلته الثالثة حتى بلغ بين السدين.
تفسير ابن عاشور
قال الباحث أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن آل الشيخ في مقال منشور على الإنترنت تحت عنوان [ قراءة في نظرية ابن عاشور أن (يأجوج ومأجوج هم المغول والتتر) ] ما يلي:
(ذهب المفسر محمد الطاهر بن عاشور المعروف اختصاراً بـ ابن عاشور إلى القول بأن يأجوج ومأجوج هم المغول والتتار. وأنهم قد خرجوا بالفعل حين غزى المغول بغداد والعرب في القرن السابع الهجري بالعصر العباسي.
ولعل في ذلك إشارة ضمنية لحديث "ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه" وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها : قالت زينب بنت جحش : فقلت : يا رسول الله، أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال (نعم، إذا كثر الخبث). فإذا كان قد فتح منه ما يقارب البوصة في وقت الصحابة فلا غرابة أن يكون قد فتح منه بعد ذلك بستة قرون ما يكفي لمرور الإنسان وبالتالي لا غرابة أن يكونوا هم التتار. خاصة وأن أغلب من تضرر من ذلك الغزو هم جنس العرب بالذات وقد خصهم الحديث بقوله "ويل للعرب".
وفي كلام ابن عاشور أيضاً إشارة ضمنية إلى أن السد قد تم فتحه في القرن السابع الهجري مع بقاء آثار أو أجزاء كبيرة منه ستندك مع اندكاك الجبال يوم القيامة ومنها جبال هضبة التبت. "قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا. وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا". ويبعث الناس ويأتي شعب يأجوج ومأجوج الذين فتح لهم بزوال تلك الجبال العظيمة فيختلطون مع بقية شعوب العالم في المحشر ويموج بعضهم يومئذ في بعض والله أعلم.
وهذا لا يمنع إذا شاء الله من القول بأن لهم قدوماً آخر في وقت عيسى بين قدومهم في القرن السابع الذي قد حصل بالفعل حسب كلام ابن عاشور وبين قدومهم يوم القيامة والله أعلم.
ولعل في الآية التالية إشارة إلى أن فتح يأجوج ومأجوج سيكون قبل يوم القيامة وهذا يعني أن اندكاكه غير فتحه حيث قال الله "حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون. واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا ياويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين". ولعل ما حصل في القرن السابع الهجري حين أتى المغول للعراق والشام وهم من كل حدب ينسلون يدل على أن يأجوج ومأجوج قد فتحت وأن هذا من علامات اقتراب الساعة حسب الآية كما أن بعثة النبي وانشقاق القمر من علامات اقتراب الساعة "إقتربت الساعة وانشق القمر". وفي البخاري "لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ". والله أعلم.)
دخل النبي – صلى الله عليه وسلم – على زوجته زينب بنت جحش - رضي الله عنها – فزعاً وهو يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من سدِّ "يأجوج ومأجوج" مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث - رواه البخاري.
• (إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا فيعودون إليه كأشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله عز وجل أن يبعثهم إلى الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله ويستثني فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض لتسمن شكرا من لحومهم ودمائهم)